عندما يهدد الطبيب بالإستقالة
2015-10-08 00:00:00
(( عندما يهدِّد الطبيب بالاستقالة ))
عندما كتب أحد منسوبي وزارة الصحة ، مدِّعيا أنه استشاريّ ، وجرى تمرير مقاله ، عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، مهدِّداً باستقالته .
أودُّ أن أقول له : أيُّها الاستشاريّ ، لا يُكتب المقال بهذا الشكل ، إن كنت طبيباً،
فالوزراء و المسؤولون ليس لديهم وقت للاطِّلاع على كتابات لكتُّاب بدون أسماء !
لأنها تندرج تحت مسمَّى الكتابات الكيديَّة ، أو "خفافيش القلم"
كن صريحاً، وستُدعَم، وصاحب الحقّ يعينه ربُّه ، ويصلُ رأيه .
بعد صدور قرارات وزير الصحة المهندس خالد الفالح ونائبه الأستاذ حمد الضويلع
بتشكيل لجنة لدراسة البدلات، قرأنا كتابات نُسبِت لأطباء استشاريِّين ، وقد تحدَّث الكُتَّاب وكأن القرارات صدرت بوقف البدلات ، وهو لا يعلم عن وضعها أبداً، بل "يهرف بما لا يعرف"
فلم يصدر أيُّ قرار رسميّ بشأنها، وهذه الكتابات عارية من الصراحة ، والاسم الصريح ، وأتوقَّع أنَّ مَن كتبها هم من رموز الفساد ، وليسوا استشاريّين فلا أظن الاستشاريّ بهذه الدرجة من الضعف أن يخاف من صراحته ، ومن حقيقةٍ يراها؛ ممّا يجعله لا يكتب اسمه
وكذلك قضى الاستشاريّون سنوات عدّة في طلب العلم ، وعلمُ الطبّ لا يقوم أبداً على الكذب ، والتخفِّي ، فإذا كنت ترى أن معك حقاً فجاهِر باسمك بجانب مجاهرتك برؤيتك ،
أمَّا التهديد بالاستقالات والبعد عن العمل بالوزارة ، غير الصادق ، فلا مرحباً به لعلاج أبناء الوطن الغالي ،
إذا كانت نظرتك ماديَّة فقط ، فالمتعاقد أَوْلى منك ، وبشروط الوزارة لا بشروطك ،
ولكنِّي أؤكد بأن مَن كتبها هم من المتخفِّين خلف المكاتب الوثيرة ، ومن المتنفِّذين سابقاً ، ممَّن حُجِّمت سلطتُهم ، وسطوتهم على وزارة الصحة ،
وإن كنت فعلاً طبيباً فللأسف إنك كالهدهد شكلك جميل منقارك "لسانك" طويل .
سر يا معالي الوزير ، يا رعاك الله ، ونائبك على هذا المنوال ،
سيروا وعينُ الله ترعاكم ،
و لا تلتفتوا للمُهرِّجين.
طالبت بمقالي السابق "وزارتي بدأت تتأرمك مع مهندس أرامكو"
بتقنين بعض البدلات ، ولا أزال أُطالب بوقف جميع البدلات ، ولكن عمَّن لا يعمل على خدمة المريض من الأطباء التنفذيّين بالوزارة ،
أو بالمديريَّات الذين استَغلُّوا صلاحياتهم شرَّ استغلال
لاهداف التزوُّد بصلاحيَّات خياليَّة وبدلات أكثر خيالاً
أمَّا الأطباء الذين هم على رأس العمل بالمستشفيات والمراكز فهم يستحقُّون البدلات حسب تميُّزهم ، وما يقدِّمون من خدمة للمريض كذلك يجب تقييم البدلات التي تقدَّم لهم ،
وتحديد المسمَّيات لها.
كذلك يا معالي الوزير، ومعالي نائبه، بالنسبة للكوادر التي تجلبونها للوزارة مِن خارجها فهي عينُ العقل ، لتلوُّثِ عقليَّات جزء كبير من أبناء الوزارة بالفساد ، كلٌّ بحسب عمله وأدائه لذا نرى ظهور نور النجاح بدروبكم ،
قاوِموا أمواج مَن ينادي بوقفكم ، ووقف نجاحكم
سيروا بمركب الوزارة بمجاديفكم فالغلبة لكم .
ثم نأمل من معاليكما الالتفات، قليلاً لمن أفنوا أعمارهم بخدمة الإدارة الصحيَّة وهم لا كادر
ولا بدلات ولا مميَّزات ، أناس غالبيَّتهم وهبوا جهدهم لأمانتهم المهنيَّة ، ظُلموا شرَّ مظلمة ، بعضهم بقي بلا ترقية لمُدَد وصلت إلى ٢٥ عاماً و هي مدَّة تقاعديَّة نظاماً ، وبعضهم راوح مكانه لتوقف العلاوة لمُدد طويلة جاوزت ١٠ سنوات ، أليس ذلك ظلما عظيما؟َ
لم يحدث ذلك قَطّ بتاريخ دولتنا على مستوى ديوان الخدمة المدنيَّة أَعِيدوا لهم بعضَ حقوقهم المسلوبة ، خلال عصر وزارة الأطباء أعيدوا بعضها بأثر رجعيّ ، نقول بعضها وليس كلَّها أو جُلَّها ومَن ظلمَهم هو مَن يطالب بالبدلات الجمَّة ، وقد أخذ مكانهم الإداريّ وهو طبيب في الأصل .
سيروا وسيذكركم التاريخ
وشهود الله في أرضه ، فالتاريخ يُخلِّد العمل الناجح و النجاح قريب منكم ،
فقط اقضوا على الفساد وسوف يشهد لكم التاريخ وستخلَّد أسماؤكم بذاكرته .
أعانكم الله وزيرَنا ونائبه
فأنتما تحت المجهر وأنتما للوزارة مجهر ،
فأنتم تراقِبون وتراقَبون
سيروا بدعاء مَن يحبّكم، ويحبُّ النجاح
سيروا بدعاء المخلصين، من أبناء الوطن ، سيروا وعينُ الله ترعاكم .
كتبه / سليمان بن عبدالرحمن الغميز
الرياض
تعليقات
اضف تعليق