بكاء الشام
2015-10-08 00:00:00
وَدَاعًا ياسعودُ
قِفِي يا أَحْرُفِي فَالْخَطْبُ قَاسِي
وَوَقْعُ الْأَمْرِ جَدَّدَ لِي الْمَآسِي
فَكَيْفَ أَصُوغُ شِعْرِي يا حُروفِي
وَدَمْعُ الْعَيْنِ يُنْذِرُ بِاِحْتِبَاسِي
أَحَقًّا قَدْ مَضَى عَطِرُ السَّجَايَا
لَقَدْ نَكَأَ الْجِرَاحَ فَمَنْ يُوَاسِي
فَيَا رَبَّاهُ إِنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ
سَيَسْقِي كُلَّ مَخْلُوقٍ بِكَاسِي
وَدَاعًا ياسعودُ وَيا أَمِيرَا
فَقَدْ كُنْتَ الْحَكِيمَ الدِّبْلُومَاسِي
لَقَد خُضْتَ السِّيَاسَة نِصْفَ قَرْنٍ
تَذُودُ بِحِنْكَةِ الرَّجُلِ السِّيَاسِيِّ
وَقَارَعْتَ الْخُصُومَ فَكُنْتَ نَجماً
وَشَهْمًا بَارِعًا فَذَّ المِرَاسِي
وَكُنْتَ إِذَا حَضَرتَ فَأَنْتَ لَيْثٌ
تَصُولُ عَلَى الْعِدا بِشَدِيدِ باسِي
وَكُنْتَ إذا نَطَقْتَ عَلَى دَوِيٌّ
وَتَهْتَزُّ الْمَنَاصِبُ وَالْكَرَاسِي
وَقَدْ شَهِدَ الْعِدا لَكَ ياهِزَبْراً
فَعَقْلُكَ كَانَ مِنْ ذَهَبٍ وَمَاسِي
وَطَاوَلْتَ الْجِبَالَ الشُّمَ عِزَّا
فَكُنْتَ بِهِمَّةِ الشُّمِّ الرّوَاسي
فَمِثْلُكَ نَادِرٌ وَيَعِزُّ دَوماً
وَمِثْلُكَ فِي الْوُجُودِ بِلَا قِيَاسِي
كَأَنَّ الْبَحْرَ مِنكَ وَأنْتَ مِنهُ
وَبَحْرُكَ ياسعودُ بِلَا مَرَاسِي
حَمَلْتَ هُمومَ أُمَّتنَا وَشَعْبًا
يُبَادِلُكَ الْمَوَدَّةَ بِاِنْغِماسِي
فَلَنْ نَنْسَاكَ فَارْقُدْ فِي سَلَاَمٍ
سَيَبْقَى ذِكْرُكُمْ بَيْن الاناسي
وَيَا رَبَّاهُ أَكْرِمْهُ وَزِدْهُ
وَأَلْبِسْهُ مِنَ الْحُسنَى لِبَاسي
شعر / سليمان بن عبدالرحمن الغميز
تعليقات
اضف تعليق